check
كإرادة كل واحد وواحد | Center for the Study of Multiculturalism and Diversity

كإرادة كل واحد وواحد

19 פברואר, 2017

img006

خاف الناس في السابق التحدث عن الاختلاف الجندري في المؤسسات الدينية، لكن الآن حتى في المدارس الدينية العُليا ينظمون أياما دراسية عن كيفية إعلان الميول الجنسية

# نداب شفارتس

عندما نتحدث عن الربط بين المجتمع المتدين والمجتمعي الذي يجاهر بهويته الجنسية المغايرة علينا أن نتذكر أمرا واحدا: إن الأمور بحاجة إلى الوقت.

وهذا صعب، خاصة وحولنا سيرورات هائلة تتطور بوتيرة خيالية. لا يمرّ شهر تقريبا بدون أن يُعلن أحد النجوم أن لديه ميل جنسي مغاير، أو دون إطلاق اقتراح لتغيير قانون أو صدور قرار من المحكمة لصالح المجتمع ذي الميول الجنسية المغايرة وغيره.

لكن عندما نأتي إلى اللقاء الحساس والمشحون بين الدين وبين الفكر المثلي والترانسجندري، فإن الشعور أحيانا هو بصدد الحذر والتأني. ليس هناك ما نفعله، الدين اليهودي لا يستطيع أن يتبدّل وفق رؤية كل شخص، يدّعون أحيانا في الجمهور المتدين. وإذا أضفنا إلى ذلك تصريحات وأقوال ربانيم ورجالات دين فإننا سنكتشف صورة قاتمة للوضع. الرسالة التي تصل المغايرين جنسيا من المجتمع هي أن عليهم أن يختاروا بين هويتهم الشخصية وبين الإيمان. من الجهة الثانية، هناك مَن يختار البقاء دون إعلان هويته المغايرة الأمر الذي يعني العيش كمغاير جنسيا بالستر الأمر الذي يتحول إلى قفص ذهبي. يحصلون على تصريح من البيئة الاجتماعية "أنهم تمام" لأنهم بذلك لا يهددون المجتمع العام ونمط حياته.

السيرورات المذكورة مركّبة لكنها تشكّل، هكذا يبدو، جانبا واحدا للعملة. تحت السطح تبدو هناك تحركات كبيرة لجبل الجليد التي بدأنا نحن في المجتمع الغيري في تشخيصها.

كشخص متدين أؤمن أن لا يحق للمجتمع أن يحكم عليّ، فقط الخالق يحق له ذلك ـ وكان الحاخمون هم الذين قالوا لا تحكم على أي أي شخص قبل أن تكون في موقعه. في إحدى المرات التي زارني في بيتي وفد من الإعلاميين قالت إحدى الإعلاميات أنها لا تحكم علينا بل "تُشفق علينا". أجبتها عندها: "لسنا بحاجة إلى شفقتك بل نريد التقبّل والاحتواء". قلتُ أننا نستطيع، بيننا وبين أنفسنا، العيش حياة سعيدة وأننا مجتمع قوي وداعم. وفي الختام أكّدت أن المجتمع المتدين ينبغي أن يسأل نفسه إذا ما كان يُريد أن ينبذ من داخلة أناسا مثلنا أو أن يتعلّم تقبّلهم.

دائما ما فاخرت الصهيونية الدينية بقدرتها على الدمج بين العوالم وأن تكون مُتاحة حتى لأولئك لذين لا يعرّقون أنسفهم كجزء من هذه الفئة. هناك ربانيم ومربون يفهمون كل هذا: يعرفون أنه قبل كل شيء عليهم أن يكونوا محركا للتقارب. في تتوجه إلي في الآونة الأخيرة المزيد من المؤسسات التربوية الدينية وتطلب إرشادا في موضوع الهوية الجندرية. فقط منذ أسبوعين توجهت إليه مدرسة دينية للصفوف العليا امتنعت عن الاشتغال بالموضوع. حتى الآن رفضوا أن يسمعوا عن إمكانية محادثة مع الطاقم، لكن الآن ـ وفي أعقاب إعلان عدد من الطلبة عن هويتهم الجنسية المغايرة، قرروا أن يفهموا بعمق ما يُمكنهم عمله.

تصلنا التوجهات ممن يمثلون المجتمع المتدين الذي لا يعيش في البرج العاجي ولا يرى العالم على أنه إما أسود أو أبيض. يرون في التلاميذ والتلميذات في أبنائهم وبناتهم وأخوانهم وأصدقائهم كبني آدمين. ليس كما يسمعون في القصص وإنما كأشخاص كاملين.

وهم لا يستطيعون بعد الآن التجاهل.

ورويدا رويدا يسألون كيف يُمكن المساعدة. لا الشفقة إنما المساعدة! وزارة المعارف وكذلك الأقسام الدينية فيه تنظم أياما دراسية للطواقم تغيرت عناوينها من "كيف نتعامل مع الظاهرة" إلى "كيف نساعد التلاميذ المختلفين جندريا وجنسيا".

في السابق عندما كنتُ أحضر يوما دراسيا حول الاختلاف الجندري في مؤسسة دينية كانوا يلحّون عليّ ألا أحكي عن ذلك في "الخارج"، حتى لا يعرف أحد. اليوم يعلّقون لافتات خارج البناية كُتبت بأحرف كبيرة واضحة ويدعون الجمهور للحضور. صحيح لا يزال هناك الكثير من العمل، لكن هناك شعور بحصول تقدم نحو الاحتواء والتقبّل المتساوي للجميع.

* نداب شفارتس هو مركّز المجتمع والتربية في البيت المفتوح للمثلية والتسامح وناشط في المجتمع المثلي المتدين.