قضية المطهّرين والرحلة الطويلة بين التطبيقات العنصرية إلى العمّاد
# مبرطو مشاشا
ماذا يُمكن أن أضيف على قضية الراب المُطهّر إلياهو أسولين، التي شكّل فيها مهاجرون من أصل قفقازي وأثيوبي فئران تجارب للراب وتلاميذه؟ ومع كل هذا قررت أن أضيف شيئا ما لأنه لم يتم العمل على القضية إلا قليلا. أجلس لصياغة أفكاري في أحد أماسي الجمعة ـ على موعظة الأسبوع "יגש". تحكي القضية قصة لقاء يوسف وأخوته وأبيه يعقوب في مصر. والمغزى أن مملكتي إسرائيل ويهودا ستعودان للاتحاد في مملكة واحدة. القضية والمغزى يربطان بين "السلام" الذي تمّ بين الأخوة وبينهم وبين العالم، وبين هذا وذاك التحالف الذي ينبغي أن يتمّ ويتجسّد في الوحدة بينهم بواسطة تطبيق الوصايا، وكما جاء:
[...] "وعقدت بينهم معاهدة سلام، حلف أبدي; وأعطيتهم وزدت نسلهم وبنيت هيكلي بينهم إلى الأبد" (יחזקאל לז, כו)[...].
رجل الدين الراب أسولين كان من المفروض أن يكون عارفا بهذا النص. كان عليه أن يعرف ما معنى "المعاهدة"، تماما كما تعرفها الأمهات ـ بنات كل الطوائف ـ اللاتي كنّ مستعدات لتقديم اللازم حتى يتمّ حضرته مهمته في الوصية الأولى التي كانت ستُدخل أطفالهن إلى أخوة شعب إسرائيل.
في زمن ومكان آخرين ـ هناك في القفقاز أو أثيوبيا ـ حيث تمت طقوس إدخال الأولاد إلى دائرة الشعب، كان الراب أسولين بمثابة الأخ الضائع، الذي قد يحصل أن نجده معنا في أرض إسرائيل. وها نحن هنا ـ أم أثيوبية وأب قفقازي كانا مستعدين لتسليم فلذات الأكباد لشخص اعتقدوه أخا ليُطهّرهم ويُدخلهم في عداد الشعب الواحد. لكن هذا الأخ قد "خان".
هذه المرة القصة مكتوبة بالدم ـ على أجساد أطفال وفي نفوس أمهات، وهن بالصدفة أثيوبيات وقفقازيات موحّدات في ذهولهن من الراب. ومعهن أمهات لأولاد من أريتريا والسودان كانوا، هم أيضا، ضحايا أفعاله. علاوة على البُعد الديني، "لحم للمدافع ـ على أفضل ما يكون" ـ والذي موقعه أدنى لا يحظى بحماية قانون الدولة ولا بقانون السماء. إثبات على ذلك أنه لم يحصل أي شيء للذي يؤهّل المطهّرين ولا للراب المطهّر كممثّل لله ومؤسساته.
حتى الآن لن تستخلص "المملكة" في إسرائيل أي استنتاج جديد بخصوص قوانين جديدة أو أنظمة واضحة ليُدخلونا جميعا في طقوس واضحة ويعمدوننا كيهود. حتى اليوم، هناك فقط استنتاجات شخصية ـ كل واحد واستنتاجاته فيما يخصّه. قد نكون موحدين، لكن فقط في الشعور بالذهول حيال أعمال الراب وما يمثّله بالنسبة لنا ـ تعامل الدولة ومؤسساتها مع المستضعفين فيها.
هناك رحلة أخرى ينبغي القيام بها حتى يأتي السلام المنشود، لكن يبدو أنه علينا في الطريق أن نعدّ أنفسنا لمزيد من الذهول من أعمال سيتكشّف المزيد منها، إذ أن العنصرية حسب أطيان بليبر هي "ظاهرة اجتماعية شاملة". يشرح بليبر كيف أن العنصرية تُذوّت في الممارسة وفي الخطاب والتمثيلات التي هي كلها "بلورة عقلانية لفانتازيا الفصل أو المنع (واجب تطهير الجسد الاجتماعي والحفاظ على هويته الفردية أو الجماعية من كل اقتراب أو اختلاط أو غزو)". ويُضيف أن التطبيقات والخطاب والتمثيلات العنصرية تتنظم حول الآخر وعليه فإن العنصرية تنظّم شحنات عاطفية وتعطيها شكل الأفكار النمطية.
وهكذا يُلخّص بليبر:[1]
"الدمج بين ممارسات وأنماط خطابية مختلفة في شبكة من الأفكار النمطية العاطفية يُتيح وصف تبلور مجتمعات عنصرية (أو أخوة بين عنصريين، التي تربط بينهم علاقات "التقليد"). يُتيح الدمج قدرة على الوصف أيضا، كما في المرآة، أن الأفراد أو الجماعات التي تكون هدفا للعنصرية ستتعامل مع نفسها كمجتمع".
وهنا يأتي الأمر الإيجابي الوحيد في هذه المسألة: أعمال الراب والمؤسسة التي يمثّلها حولت أمهات من أصل أثيوبي وقفقازي وسوداني إلى مجتمع واحد منذهل وغاضب. وربما في أعقاب هذا سنتجمّع ونغيّر شيئا ما في المؤسسة العفنة والقاهرة. بل نحن ملزمون القيام بذلك. أو ربما انطبق علينا القول: "وعقدت بينهم معاهدة سلام، حلف أبدي; وأعطيتهم وزدت نسلهم وبنيت هيكلي بينهم إلى الأبد" (יחזקאל לז, כו).
مبرطو مشاشا هو ناشط في جمعية اليهود الأثيوبيين.
[1] من "גזענות בישראל" (2008), ص 416 -417.